أكد أن ما أشيع عن استقالته أخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة
الغريفي: قاسم سيبقى قيادياً في هذه الأمة.. وما أشيع «هرطقات كاذبة»
الوقت - فاضل عنان:
نفى نائب رئيس المجلس العلمائي السيد عبدالله الغريفي ''ما أشيع من دعوى استقالة الشيخ عيسى قاسم من المجلس''، واصفا إياها أنها ''مجرد هرطقات كاذبة'' ليس لها أساس من صحة.
كما وصف الغريفي في رده على سؤال عما أثير أخيراً بشأن رئيس المجلس العلمائي بتقديم استقالته من المجلس العلمائي بأنها ''إشاعات مغرضة مضللة''، مؤكدا ان الشيخ عيسى قاسم لن يستقيل من المجلس أبدا (...) إلا إذا صارت عندنا قناعة ان المشروع يجب أن يلغى، ذاك مسألة أخرى، أما ما دام المشروع قائماً وموجوداً لا يمكن أن يتخلى عنه الشيخ أو السيد؛ لأن هذا المشروع آمنوا به إيمانا حقيقياً ويجب أن يبقى المشروع، ففكرة الاستقالة لم ترد إطلاقا، وهذه تهريجات وتهويشات ليس لها صحة ومغرضة''.
رئاسة قاسم للمجلس شأن داخلي
وأضاف ''أما هواجس الناس، فالناس من حقها ونحن عبرنا عن شكرنا للناس وعن قلقهم وحرصهم على المجلس ومسيرة المجلس واستمرار المجلس، والناس مشكورون على ذلك (...) وهذا ما يطمئننا كون المجلس يشكل هاجساً عند الناس، فلا استقالة إطلاقا، وتبقى مسألة هل يبقى الشيخ في موقع رئاسة المجلس أو لا. هذا حديث بحث يدار، وهذا شأن داخلي في المجلس، هل ان الشيخ يبقى في موقع الرئاسة أو يتقدم عالم آخر لهذا الموقع''. وأكد الغريفي أن المجلس العلمائي يريد أن يبرهن للناس أن العلماء لا يتصارعون على مواقع الرئاسة كما هو شأن الأحزاب أو الجمعيات (...) الشيخ يريد إعطاء نموذج جديد، فهو على استعداد ''أن يتخلى وليكن من يملك القدرة من أبناء هذا المجلس في موقع الرئاسة، وعندنا كفاءات غير قليلة في المجلس، نريد أن نقول للناس إننا نريد خدمة الناس من خلال أي موقع كان''. وتابع ''نريد أيضا أن نؤكد على مسألة خطيرة جدا، وهي مشكلة مشروعاتنا التي تولد، تولد بأشخاص وبأسماء وعندما ينتهي الشخص ينتهي المشروع فلماذا لا نربي أنفسنا على أن المشروع شيء والشخصيات شيء آخر مهما تُفرض''.
وأردف ''لا يوجد قرار من الشيخ للخروج من موقع الرئاسة وترك المجلس (...) سيبقى المجلس هاجسه وهمه وحديثه، وسيبقى الموقع المتقدم في حماية المجلس. فهناك فرق بين من ان يطلع من الهيئة المركزية وبين ان يطلع من المشروع كله''. مؤكدا ''موقع الشيخ عيسى قاسم لم يتغير في حماية المشروع سواء كان في الهيئة المركزية او في خارجها، وسيبقى المشروع وخطاب المشروع وحديث المشروع هو حديث الشيخ وحديثنا، هذا مشروعنا ولن نلغيه وسندافع عنه''.
«المجلس» سيبقى خيارنا وسندافع عنه
وأشار إلى وجود ''محاولات ربما تجد فرصة من خلال خروج الشيخ من الهيئة المركزية أن تضرب المجلس''، مؤكدا أن ''المجلس سيبقى خيارنا وسندافع عنه وسنتصدى لكل من يحاول أن يسيء إليه (...) ثم إن الشيخ سيبقى قيادياً في الأمة''.
يشار الى أن (المجلس الإسلامي العلمائي) تأسس بتاريخ: 6/ شهر رمضان / 1425هـ ويوافقه:21/10/ .2004 وهو هيئة إسلامية علمائية، مهمته الاهتمام بشؤون المجتمع على المستوى الفردي والاجتماعي، وفق رؤية إسلامية شرعية شاملة ومتكاملة، ويتألف المجلس من الهيئات: الجمعية العمومية والهيئة المركزية والإدارة التنفيذية والإدارة النسائية.
وتتكون الهيئة المركزية من مجموعة الأعضاء المنتخبين من الجمعية العمومية لإدارة أعمال وأنشطة المجلس وتمثيله على الأصعدة كافة.
ومن شروط الرئيس ونائبه في الهيئة المركزية، إضافة إلى الشروط المقررة لأعضاء الهيئة المركزية، يجب أن لا يقل عمر الرئيس ونائبه عن (40) سنة، وأن يكون صاحب فضيلة علمية متميزة. وأن يكون له وزن اجتماعي معتد به، وأن يتمتع بالكفاءة الإدارية في العمل المؤسساتي والمجتمعي، وأن يتمتع بالشجاعة اللازمة التي يتطلبها المنصب. وتتكون عضوية الهيئة المركزية من (7 أعضاء) تنتخبهم الجمعية العمومية من بين أعضائها لدورة انتخابية مدتها أربع سنوات، ويقوم أعضاء الهيئة المركزية بانتخاب رئيس المجلس ونائبه، وتوزيع المناصب بينهم.
المكانة الروحية لقاسم عند تيار «الوفاق»
ويعتبر الشيخ عيسى قاسم من أبرز الشخصيات الدينية الشيعية في البحرين خصوصا وفي الخليج عموما، ويتميز بمكانة دينية وسياسية كبيرة، كما يمثل المرجعية السياسية لتيار الوفاق، وهو الثقل الذي ارتكزت عليه جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لترجيح قرار المشاركة في الانتخابات النيابية 2006 بعد مقاطعة للانتخابات النيابية الأولى في العام ,2002 بالذات بعد بروز شخصيات وفاقية في حينها عرفت بالتشدد السياسي وكانت تدعو الى المقاطعة بقوة كرئيس اللجنة التأسيسية لجمعية الوفاق وأحد كبار رموز التيار الوفاقي عبدالوهاب حسين ونائب الأمين العام لجمعية الوفاق حينها ومؤسس حركة حق وأمينها العام حاليا حسن مشيمع. ويعتبر الشيخ عيسى قاسم من أقوى رجال الدين الشيعة في البحرين نظرا لما يتمتع به من دعم الحوزات العملية والمراجع الدينية الذين يرجعون مقلديهم في الشؤون المتعلقة بالبحرين الى الشيخ عيسى قاسم، كما هو شأن المرجع الديني اللبناني محمد حسين فضل الله والمرجع الديني السيد كاظم الحائري. ويرى مراقبون أن قوة المجلس الإسلامي العلمائي تكمن في وجود قيادة الشيخ عيسى قاسم له، ونائبه السيد عبدالله الغريفي، وأنه في حال خروج قاسم من الهيئة المركزية للمجلس العلمائي فمن شأنه أن يضعف المجلس العلمائي، وبالتالي، فإن ذلك يعني إضعافاً للمرجعية السياسية التي توحد صفوف التيار الوفاقي، مما يعني تقوية التيارات الإسلامية الشيعية المنشقة عن جمعية الوفاق كحركة حق، إذ يشكل قاسم القوة التي تستمد منها جمعية الوفاق حركتها السياسية في ظل خلافات في وجهات النظر حول كثير من المحطات الرئيسة. ويرى البعض أن ما حققته جمعية الوفاق من نتائج في الانتخابات النيابية الماضية 2006 إنما جاءت بفضل الدعم الذي قدمه المجلس الإسلامي العلمائي بقيادة الشيخ عيسى قاسم والسيد عبدالله الغريفي اللذين أيدا بشكل واضح ومباشر قرار المشاركة في مقابل قرار المقاطعة بالذات بعد بروز ما سمي حينها بالقائمة الإيمانية والتي قيل إن رئيس المجلس العلمائي الشيخ عيسى قاسم يدعمها.